تعريف المقال الافتتاحي
تعددت تعريفات المقال الافتتاحي بتعدد نظرة ورؤية الكتاب وسوف نتناول أبرز التعريفات له وكما يلي :
التعريف
الأول : (( المقال الرئيسي للصحيفة وله فن خاص به من حيث الصياغة وأساس
هذا الفن هو الشرح والتفسير والاعتماد على الحجج المنطقية حيناً والعاطفية
حيناً آخر للوصول إلى غاية واحدة هي أقناع القاريء )). (عبد اللطيف حمزة ،
فن المقال ، دار الفكر العربي ، القاهرة ،1964 ،ص76)
التعريف الثاني
: (( تعبير موضوعي عن رأي الصحيفة تدعمه الحقائق والأدلة والإحصائيات في
أهم أحداث اليوم التي تمس مصالح أكبر عدد من القراء وتثير اهتمامهم
وتدفعهم إلى العمل على تنمية المجتمع وترقيته))( محمد منير حجاب ،
الموسوعة الإعلامية ، ص2307).
التعريف الثالث : (( تعليق ليس إلا وقد
سمي بالمقال الافتتاحي لأن الصحيفة أرتأت لأهميته أن تفتح به صفحاتها ،
وقد أصبح من المتعارف عليه أن يكون في الصفحة الأولى محتلاً بذلك عمودها
الأول من الجهة اليمنى أو عمودها الأخير من الجهة اليسرى إلا أنه لدى صحف
أخرى نجد أن المقال الافتتاحي يكون أما في الصفحة الثانية أو الثالثة أو
الرابعة))( وائل العاني ، آراء في الكتابة والعمل الصحفي ، الموسوعة
الصغيرة ، العدد 75 ، دار الجاحظ للنشر ، بغداد ، 1980 ،ص32).
التعريف
الرابع : (( نوع صحفي فكري متميز تستخدمه الصحيفة من أجل التعبير عن
مواقفها أزاء حدث أو قضية أو ظاهرة آنية راهنه وهو يعبر دائماً عن رأي
الصحيفة وليس عن رأي كاتبه وغالباً ما ينشر بدون توقيعه وينشر عادةً في
مكان ثابت من الصحيفة وإلى جانبه أو في الصفحات الأخرى مواد لها علاقة
بالحدث أو الظاهرة التي يعبر المقال الأفتتاحي عنها )) (أديب خضور ، مدخل
إلى الصحافة نظرية وممارسة المكتبة الإعلامية ، دمشق الطبعة الثانية ،
2002 ).
ثانياً : نشأة المقال الافتتاحي :
إن المقال
الافتتاحي شانه شأن الفنون الصحفية الأخرى لم يولد فجأة ، وإنما كان له
مقدماته وجذوره ، فقد نشا مع نمو أول صحيفة في العالم ، حتى أن معظم الصحف
لم تكن تحمل في أول نشوئها في القرنين السابع عشر والثامن عشر شيئاً غير
المقال الرئيسي الذي كان يلتهم الصحيفة كلها وكان كاتبه يعبر عن آرائه
بشكل مسهب ومطول ، لأن مفهوم الصحافة لم يكن قد تبلور في أذهان كاتب
المقال ، يرى فلاديمير هوديتس أن هذا الفن قد أحتل مكانه الثابت في
الصحافة في منتصف القرن التاسع عشر لا سيما بعد ان تاسست الاحزاب السياسية
واصبح لكل حزب صحيفة ناطقة بلسانه ومعبره عن توجهاته . أختلفت التسميات
التي ينطلق منها هذا الفن ، فالأمريكيون والانكليز يسمونه (Leading
Article) أي المقال القائد أو (Fditorial Article) مقال التحرير ، ويطلق
عليه الباحثون العرب (المقال الافتتاحي) و ( المقال الرئيس) (
والافتتاحية) ولأنها كانت أول ما يطالع القاريء على الصفحة الأولى بل أن
كلمة الافتتاحية كلمة خاصة بالصحافة العربية ، أي أن الصحف في ايامها
الاولى كانت تنشر الانباء على حدة والآراء على حدة ، فتصدر أحدهما في
وسائل الانباء والأخرى في كراسات ، ويعد ( دانيال ديفيو) أول من وحدّ بين
هذين التيارين في مطبوع سماه (ذي ريفيو) أصدره في لندن عام 1ذ704 م ، أي
أن الانكليزي ريفيو أول من كتب ماكان يسمى آنذاك بـ(الخطاب الافتتاحي)
وهذا أول مقال حول موضوع سياسي أو اجتماعي هام إلى القاريء وكان هذا
الخطاب هو النواة الأولى للمقال الافتتاحي الحالي ، وبفضل وجهة نظره
الخاصة بل على العكس من ذلك يجب أن يكون تعبيراً عن رأي الصحيفة وسياستها
، وقد تطور المقال الافتتاحي كثيراً في الصحافة الانكليزية وذلك على يد
مجموعة من الكتاب المقاليين أمثال ( ديفيو و أديسون وستيل وجونسون) وآخرين
والذين أستطاعوا أن يخرجوا المقال الافتتاحي من الميادين الضيقة ليشمل
شؤون الحياة كافة