الخبر الصحفي ..الجزء الاول
أولاً : أهمية الخبر :
تعود أهمية الخبر في وسائل الإعلام إلى عدة أمور من أهمها :
1. أن الإخبار يعتبر من أول وظائف الإعلام وأهمها .
2. أن الخبر هو المحور الذي تدور عليه كافة فنون الإعلام .
3. أن الخبر من العوامل المؤثرة في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
4. أن الخبر له آثار نفسية واجتماعية على الفرد أو الجماعة أو الأمة .
5. أن الخبر من أكثر فنون الإعلام تأثيراً على الرأي العام .
6. أن الخبر يلبي رغبة الإنسان في معرفة المجهول، وإشباع حاجته الفطرية إلى المعرفة .
7. أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص على أن من حق الإنسان أن يعلم.
ثانياً / تعريف الخبر:
1-تعريف الخبر لغة :
"
الخبر في اللغة هو: ما ينقل ويحدَّث به قولاً أو كتابة, وخبرت بالأمر أي
علمته ، وخبرت الأمر أخبره إذا عرفته على حقيقته, والخبر ( وجمعه أخبار )
ـ هو: ما أتاك من نبأ عمن تستخبر.
فمفهوم الخبر يعني أنه شيء ما يحدث ، ويتناقله الناس ، أو هو المعلومات عن أمور جرت ويهمنا معرفتها فنستخبر عنها .
وعلى
هذا يمكن القول بأن الإنسان قد ساهم في صناعة الأخبار ونقلها منذ خلقه
الله تعالى على هذه الأرض : فهذا الإنسان صنع أحداثاً مثل : صيده لحيوان
مفترس .. واكتشافه لمصادر النيران من احتكاك الأحجار .. وهذا الإنسان
أيضاً تناقل معلومات عن أشياء جرت حوله ولم يتدخل في صنعها, مثل : أن
يشهد انهيار كهف, أو يكتشف مصدراً للمياه .
فالمجتمعات البدائية
تناقلت أخبارها منذ القدم، أي ما صنعه الناس فيها من أحداث وأمور وما جرى
حولهم منها، فتناقلوا أخبار الصيد والحرب والزواج والدين ... الخ ،
وتنوعت وسائلهم في نقلها بحسب عصرهم .
2-تعريف الخبر اصطلاحاً :
ولكن
الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام ليس كل ما يجري ويقع من أحداث بل هي
تنقل ما تنقله من أخبار وفقاً لاعتبارات مذهبية أو سياسية أو عقائدية أو
فكرية تنطلق منها أساساً، فما يعتبر خبراً هاماً في وسيلة قد يكون
ثانوياً في أخرى, أو لا يعتبر خبراً في غيرهما .
وعلى هذا فقد تعددت
تعريفات الخبر وأختلف مفهومه بين عدد من المدارس أو المذاهب السياسية
والاجتماعية والمهنية وفقاً لهدف كل منها ، ووفقاً للنظام الذي تعبر عنه ،
ووفقاً لرسالة الإعلام ودوره في المجتمع ، وفي نفس الوقت فإن هذا التعدد
إنما كان نتيجة طبيعية لما يريده أصحاب هذه المدارس والمذاهب من المتلقي
للخبر أو ما يريدونه له.
وهذا التنوع والاختلاف في مفهوم الخبر
ووظيفته في وسائل الإعلام يتضح من خلال استعراض الأسس الفكرية المختلفة
التي انبثق عنها والتي تعود في حقيقتها إلى نظريات الإعلام الأربع
المعروفة وإلى النظرية المختلطة التي تبنتها الدول النامية، وهذه النظريات
هي :
أ ـ نظرية السلطة :
1- الأسس الفكرية:
وتتلخص أهم الأسس الفكرية التي تقوم عليها هذه النظرية في خمس نقاط هي :
أ ـ أن الحاكم يتسم بسمة الألوهية.
ب ـ أن الشعب عبدٌ للحاكم.
ج ـ أن الحاكم صاحب الحق الأول في نوع الحقائق أو المعلومات التي تصل إلى أذهان الناس.
د ـ أن الحاكم يتصرف في الإعلام لا غيرُه.
هـ ـ أن الوظيفة الأساسية لوسائل الإعلام هي تأييد سياسة الحاكم والدعوة إلى تعضيدها.
2- وظائف الخبر:
انطلاقاً من هذه الأسس تتلخص أهم وظائف الخبر في وظيفتين هما :
أـ الدعاية للحاكم وليس نقل الحقائق الموضوعية.
ب ـ نقل الأخبار التي تخدم الحاكم فقط .
3 – تعريف الخبر :
في ظل هذه النظرية يصبح تعريف الخبر هو :
"
المعلومات عن أحداث تقرر الحكومة نشرها، لأنها ترى في هذا النشر وسيلة
لاستمرار سلطتها وتدعيم نفوذها، وتأييد قراراتها، والدعاية لها، ودليلاً
على صحة وسلامة ممارستها ".
ب ـ نظرية الحرية : ( النظرية الليبرالية ) :
نشأ
المفهوم الغربي للحرية في مجال الإعلام في إطار المفهوم الرأسمالي للحرية
في مجال الاقتصاد؛ الذي يقوم على تأكيد قيمة الفرد وحقه في ممارسة نشاطه
الاقتصادي بأقل قدر ممكن من تدخل الحكومة .
1-الأسس الفكرية :
وتنبثق من فكرة الحقوق الطبيعية للإنسان ؛ ومن أهمها :
أ ـ حق الفرد في معرفة ما يجري حوله دون حدود أو شروط.
ب
ـ حق الإنسان في معرفة الحقيقة، ولا يمكن أن يصل إلى ذلك إلا إذا توفر
للأفراد حقهم في التعبير عن آرائهم ومناقشة ما يجري حولهم بحرية تامة.
ج ـ وسائل الإعلام هي السوق الحرة للأفكار والآراء والمعلومات.
2- وظائف الخبر :
أنطلاقاً من هذه الأسس تتلخص أهم وظائف الخبر في وظيفتين هما :
أ ـ نقل الحقيقة كاملة دون حدود أو قيود.
ب ـ إثارة اهتمام القراء لكي يقبلوا على شراء الصحيفة.
3- تعريف الخبر :
في ظل هذه النظرية تعددت تعريفات الخبر ، ولكنها في مجملها ركزت على عنصر الإثارة ، ومن هذه التعريفات :
أ
ـ " إن الخبر هو جمع الحقائق عن الأحداث الجارية التي تثير اهتمام القراء
لكي يقبلوا على شراء الصحيفة. " أماثيل
ماكينيل "
ب ـ " الخبر هو تقرير وقتي عن أي شيء مثير بالنسبة
للإنسان.. والخبر الجيد هو الذي يثير اهتمام أكبر عدد من القراء ". "
فريزر بوند "
ج ـ نظرية المسؤولية الاجتماعية :
في مواجهة جنوح
الصحف -في ظل نظرية الحرية -إلى الإثارة والخوض في أخبار الجنس
والجريمة، وإساءة استخدامها للحرية، ظهر معنى الحرية القائمة على
المسؤولية، أي أن الحرية حق وواجب ومسؤولية .
1_ الأسس الفكرية :
وتتلخص أهم الأسس الفكرية التي تقوم عليها هذه النظرية في ثلاث نقاط هي :
أ - أن أية حرية لا بد وأن تقابلها مسؤولية، فمن يتمتع بالحرية عليه التزامات معينة قِبَل المجتمع .
ب-
يحق للهيئات الاجتماعية ومنها الحكومة التدخل للتأكد من قيام وسائل
الإعلام بواجباتها الجوهرية تجاه المجتمع ، وفي مقدمتها تقديم الحقائق
والأخبار المفيدة.
2_ وظائف الخبر :
انطلاقا من هذه الأسس تتخلص وظائف الخبر في وظيفتين هما :
أ ـ تقديم الحقائق والمعلومات بموضوعية.
ب ـ تقديم الجديد الذي يهم الناس ويحقق الفائدة لهم.
3- تعريف الخبر:
في
ظل هذه النظرية تعددت تعريفات الخبر، ولكنها في مجملها ركزت على عنصر هام
في الخبر وهو أهميته للمتلقي، أي مدى ما يقدمه له من فائدة ومنفعة، ومن
هذه التعريفات:
أ ـ " الخبر هو كل ما يتعلق بالصالح العام وكل ما يهم
القراء أو يترك أثراً في علاقاتهم ونشاطهم وآرائهم وأخلاقهم وسلوكهم "
آراء بعض محرري الصحف الأمريكية
ب ـ " الخبر هو كل حقيقة حالية أو غير معرفة يهتم بها أكبر عدد من الناس "
حسنين عبد القادر
د ـ النظرية الاشتراكية : ( النظرية السوفيتية ـ النظرية الشمولية ) .
1- الأسس الفكرية :
وتتلخص أهم الأسس الفكرية التي تقوم عليها هذه النظرية في ثلاثة أسس هي :
أ ـ أن الحزب الحاكم هو صاحب الحق المطلق في نوع الحقائق أو المعلومات التي تصل إلى أذهان الناس .
ب ـ أن وسائل الإعلام مملوكة للدولة ومن أجهزتها ، وسياستها جزء من سياسة الدولة .
ج ـ أن الإعلام وسيلة من وسائل تكون الوعي الاشتراكي وسلاح فاعل في الصراع الإيديولوجي .
2- وظيفة الخبر:
انطلاقاً من هذه الأسس تتلخص وظائف الخبر في وظيفة واحدة هي :
- خدمة أهداف الحزب الحاكم.
- تعريف الخبر:
في ظل هذه النظرية تعددت تعريفات الخبر ، ولكنها في مجملها ركزت على خاصية الالتزام. ومن هذه التعريفات :
1- " الخبر: معلومات معينة يتم اختيارها بشكل ملتزم ويجرى تنقيحها ونشرها ".
2- " الخبر: هو ذلك الشيء الذي يخدم مصالحنا ".
هـ ـ النظرية المختلطة:
بعد
ظهور بلدان العالم الثالث إلى الوجود السياسي والدولي في القرن العشرين
كمجتمعات مستقلة ونامية؛ سعت إلى إيجاد نوع من التوازن بين مصلحة الفرد
ومصلحة المجتمع مما دفعها إلى تبني النظامين الرأسمالي والاشتراكي في نفس
الوقت .
1-الأسس الفكرية :
وتتلخص أهم الأسس الفكرية التي تقوم عليها هذه النظرية في أسين هما :
أ ـ ألا يطغى المجتمع ممثلاً في السلطة على ذاتية الفرد ونوازعه في التملك والحرية .
ب ـ أن للإعلام دور كبير في مساندة السلطة ودفع عجلة التنمية .
2- وظائف الخبر:
انطلاقاً من هذه الأسس تتلخص أهم وظائف الخبر في وظيفتين هما :
أ ـ التركيز على إنجازات السلطة ونجاحاتها .
ب ـ المساهمة في تنمية المجتمع وترقيته .
3- تعريف الخبر:
في ظل هذه النظرية يصبح تعريف الخبر هو :
"
تقرير يصف في دقة وموضوعية حادثة أو واقعة أو فكرة صحيحة تمس مصالح أكبر
عدد من القراء، وهي تثير اهتماماتهم بقدر ما تساهم في تنمية المجتمع
وترقيته " فاروق أبو زيد
هذه هي الأسس الفكرية لكل نظرية من النظريات الإعلامية الخمس التي أدت إلى هذا التنوع والاختلاف في مفهوم الخبر ووظيفته .
وما تزال هناك أسباب أخرى تحول دون الاتفاق على تعريف الخبر.
* أسباب تنوع تعريفات الخبر :
يعود التنوع إلى عدة أسباب منها :
1)
أن الخبر شأن إنساني يندرج تحت ما يسمى بالعلوم الاجتماعية والإنسانية،
والحاجات الإنسانية لا يمكن أن تتوافق في مختلف الأزمان والأماكن، وكل شأن
إنساني لا يمكن تعريفه تعريفاً عالمياً موحداً مثلما يحدث في العلوم
التجريبية .
2) أن الخبر يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالمجتمع ؛ من حيث
تقدمه وتخلفه حضارياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً ، ولذلك تعريف الخبر
في المجتمعات المتقدمة يختلف عنه في المجتمعات المتخلفة .
3) أن الخبر يرتبط بتطور وسائل الاتصال الجماهيري وتنوعها وتنوع جماهيرها .
تعريف مناسب للخبر :
لا يوجد تعريف واحد متفق عليه ، ولكن هناك زاويتان في تعريفات الخبر لا خلاف عليهما، وهما :
* كل جديد * يهم الناس ( وردتا في كل تعريفات الخبر ) .
ويمكن اختيار التعريف الآتي :
" الخبر هو تقرير عن حادثة أو واقعة أو فكرة جديدة تمس مصالح عدد كبير من الناس وتثير اهتمامهم ".
ثالثاً : تاريخ الخبر :
لقد
ظهر الخبر مع بداية الحياة الاجتماعية للإنسان ، وبمجرد أن أصبح الفرد
عضواً في جماعة أصبح في مقدوره أن يستقبل الأنباء أو ينقلها من وإلى فرد
آخر غيره .
والتفسير الإعلامي للتاريخ يقسم التطور الاجتماعي على ضوء
تطور وسائل الإعلام والاتصال إلى ثلاث مراحل هي : المرحلة السمعية ثم
المرحلة الخطية ثم المرحلة الطباعية.