بسم الله الرحمن الرحيم
آرنولد
[ 1 ]
".. لعله من
المتوقع، بطبيعة الحال، أن تكون حياة مؤسس الإسلام ومنشئ الدعوة الإسلامية
[صلى الله عليه وسلم]، هي الصورة الحق لنشاط الدعوة إلى هذا الدين. وإذا
كانت حياة النبي [صلى الله عليه وسلم] هي مقياس سلوك عامة المؤمنين، فإنها
كذلك بالنسبة إلى سائر دعاة الإسلام. لذلك نرجو من دراسة هذا المثل أن
نعرف شيئًا عن الروح التي دفعت الذين عملوا على الاقتداء به، وعن الوسائل
التي ينتظر أن يتخذوها. ذلك أن روح الدعوة إلى الإسلام لم تجئ في تاريخ
الدعوة متأخرة بعد أناة وتفكر، وإنما هي قديمة قدم العقيدة ذاتها. وفي هذا
الوصف الموجز سنبين كيف حدث ذلك وكيف كان النبي محمد [صلى الله عليه وسلم]
يعد نموذجًا للداعي إلى الإسلام.."(1).
[ 2 ]
".. من الخطأ أن
نفترض أن محمدًا [صلى الله عليه وسلم] في المدينة قد طرح مهمة الداعي إلى
الإسلام والمبلغ لتعاليمه، أو أنه عندما سيطر على جيش كبير يأتمر بأمره،
انقطع عن دعوة المشركين إلى اعتناق الدين.."(2).
[ 3 ]
".. إن المعاملة
الحسنة التي تعودتها وفود العشائر المختلفة من النبي [صلى الله عليه وسلم]
واهتمامه بالنظر في شكاياتهم، والحكمة التي كان يصلح بها ذات بينهم،
والسياسة التي أوحت إليه بتخصيص قطع من الأرض مكافأة لكل من بادر إلى
الوقوف في جانب الإسلام وإظهار العطف على المسلمين، كل ذلك جعل اسمه
مألوفًا لديهم، كما جعل صيته ذائعًا في كافة أنحاء شبه الجزيرة سيدًا
عظيمًا ورجلاً كريمًا. وكثيرًا ما كان يفد أحد أفراد القبيلة على النبي
[صلى الله عليه وسلم] بالمدينة ثم يعود إلى قومه داعيًا إلى الإسلام جادًا
في تحويل إخوانه إليه.."(3).